سلسلة التاريخ المشرق : السودان.. أصالة و التزام الجزء الثاني



و ها نحن هنا...

في الجزء الثاني من التعريف بتاريخ السودان العظيم و المليء بالبطولات و الممالك التي لا يعرف عنها الكثير حتى السودانيون أنفسهم و حتى يتاح للجميع مواكبتنا في هذه السلسة الرائعة أنظر الجزء الأول هنا


و بعد سطوع نجم أولئك العظماء من ملوك الأسرة الفرعونية الخامسة و العشرين و قد تمت تسمية مملكتهم ب مملكة نبتة،. دعونا نعود بالزمن قليلا.. حوالي 1750 عاما كانت هناك " كرمة " فهل تعرف مملكة كرمة؟؟
حسنا لا بد أنك تعرف على الأقل مدينة مروي تلك المدينة التي اشتهرت عند السودانيين بسبب السد الذي تم بناءه على أراضيها، حسنا.. في الحقيقة مروي أقدم و أرقى من ذاك بكثير لأنها قد كانت العاصمة لمملكة كرمة التي امتدت لما يقارب الألف عام!! و لذلك تعتبر من أقدم الممالك الأفريقية التي تنافس مصر. 
هل تعلمون أن مملكة كرمة كانت الوسيط التجاري بين أفريقيا و بين مصر؟ لا يبدو هذا مثيرا للاهتمام؟؟ إذا ما رأيكم بأن مملكة كرمة النوبية قد سبقت المصريين في البناء بالطوب المحروق!!
هل تعلمون أن الآثار التي تم اكتشافها لهذه المملكة - على الرغم من الجهود المخجلة للاعتناء بها - تتضمن ما بين 20 إلى 30 أثرا لقبور ملوك و رعايا هذه المملكة و هذا يعتبر عددا ضئيلا جدا بسبب أن هذه المقبرة تمتد لحوالي 1600 متر على 700 متر!! و هذا يدل على أن هذه المقبرة لم تكشف عن جميع أسرارها بعد...
مملكة أخرى عظيمة خرجت إلى الساحة من ربوع هذا السودان العظيم و هي " مملكة المقرة المسيحية " التي ضربت مثالا يحتذى به في الوفاء بالعهد و عدم غدر و خيانة الحلفاء. 
ذلك العهد الصامد و المسمى ب " عهد البقط " هو عهد عقده " عبد الله بن أبي السرح رضي الله عنه " مع ملك مملكة المقرة " كالديرات " عام 651 للميلاد و كانت المعاهدة تتضمن التعايش السلمي و حرية التجارة و السفر بين البلدين و تسليم الخارجين عن القانون إلى دولهم كما كانت تضمن حرية التعبد على أراضي الدولتين!! 
كما تضمن الاتفاق إرسال مملكة المقرة ل 400 " من العبيد " كل سنة على أن ترسل مصر ما يساويها من البضائع أيضا كل عام لكن تم تعديل هذا الجزء من الاتفاق عام 835 فكان على مملكة المقرة الدفع كل 3 سنوات.
هذا العهد الذي يدل على قمة الرقي في التفكير و القدرة على التعايش مع الغير مع إعطاء الجميع حقه ، و تأكيده على أهمية الالتزام في نفس الوقت، فكانت مملكة المقرة على قدر المسؤولية فالتزمت بهذه الاتفاقية حتى سقوطها و لمدة استمرت لما يقارب ال 700 عام! و الأغرب من هذا كله هو أن هذا الاتفاق قد تم شفويا و من غير كتابة!!!
مملكة المقرة الجميلة..
لقد أثرت في التراث السوداني و الإنساني ككل فقد رحلت تاركة لنا الكثير من الموروثات الجميلة والصروح الأثرية والمعمارية والفنية من قصور وكنائس وجداريات فنية جميلة موجودة في متاحف السودان والعالم.
هل أكمل هذه السلسلة أم علي التوقف :)
حسنا سوف أكمل على أي حال 🙂🙂
ترقبوا الجزء الثالث...
وداعا

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرض الشهرة.. هل تستحق كل هذا العناء ؟؟؟

سلسلة التاريخ المشرق : السودان.. ماذا تعرف عنه

مقدمة للغة ال HTML.. الدخول لعالم الويب!!