سلسلة التاريخ المشرق : السودان.. ماذا تعرف عنه

ما الذي تعرفه عن دولة السودان؟ هل هي تلك الدولة التي تستحق لقب سلة غذاء العالم ، لكنها لا تستفيد من هذه الخيرات .
أم هل هو تلك الدولة التي يلتقي في أراضيها أطول نهر في العالم!!
أم هل هو تلك الدولة التي أرهقتها الحروب، و دمرها الفساد منذ استقلالها؟؟
دع كل هذا عنك جانبا ، لأنك مقبل على الغوص في أعماق التاريخ العظيم الذي اندثر فوق هذه الأراضي المذهلة.
فهل كنت تعرف عن " إنسان سنجة " ؟؟ تلك الجثة التي عثر عليها حاكم مقاطعة شمال الفونج عام 1924 و بعد تحليلها، اكتشفوا أنها تعود لما قبل 160 ألف عام !! بل و كانت تعتبر أقدم جثة تم اكتشافها على وجه الأرض لما يقارب الستين عاماً .
أم هل كنت تعرف أن المؤرخ اليوناني ( ديودورس " و هو مؤرخ يوناني اشتهر في القرن الأول قبل الميلاد " ) قد قال أن ساكني بلاد السودان هم الذين علموا المصريين الكتابة !! و هو ما يستند إليه الرأي القائل بأن الهيروغليفية ولدت في السودان، ثم اتجهت شمالا .
هل كنت تعرف أن اللغة المروية تعتبر أقدم لغة صوتية في أفريقيا ؟
إذا هل تعرف عن القائد الأسطوري " بعانخي " الذي سير الجيوش باتجاه الشمال، نحو البحر المتوسط و أوصاهم مشددا " لا تنقضوا على العدو ليلاً وكأنكم تلعبون وتلهون، ولا تحاربوا إلا وأنتم مبصرون، وخوضوا ضده المعركة دون الاقتراب منه. واذا قال لكم: انتظروا المشاة وسلاح المركبات القادمة من مناطق أخرى. فتريثوا لحين وصول جيشه، ولا تبدؤوا المعركة إلا عندما يطلب ذلك، واذا كان حلفاؤه في مدينة أخرى فأصدروا الأوامر بالانتظار حتى يصلوا، وحاربوا في المقام الأول القادة العسكريين المصاحبين له كحلفاء، وحرسه الخاص من الليبيين ؛ وعند استعراض الجيش لا ندرى لمن نوجه الحديث، فنقول: أيا أنت أسرج أفضل ما في إسطبلك من جياد وهئ نفسك للمعركة عندئذ سوف تعرف اننا رسل امون " ف قام هذا الجيش بإخضاع البلاد المصرية كلها !!
حسنا أنت بالتأكيد تعرف عن جده " الارا النوبي " الذي أسس مملكة كوش، و كان بداية لحكم الأسرة الفرعونية الخامسة و العشرين " الفراعنة السود " !!
حسنا لابد أنك تعرف عن " طهارقة " حامي القدس، و المذكور في الإنجيل، الذي استنجد به بنو إسرائيل، فكان الحامي لهم من الآشوريين ، خاض حربا ضد الفرس و انتصر عليهم، و أذاقهم المر حتى قال ملكهم " لقد رأيت قوما أشداء ، لم أر مثلهم قط "
و وصلت قوة مملكة كوش إلى ذروتها في عهده، و بسببها ازدهرت العمارة و أعيد الفن في جميع أنحاء مملكته، التي حكمت في " أقصى اتساع لها " من شمال السودان حتى جنوب تركيا، مرورا بمصر و فلسطين و سوريا و لبنان !!
هذا جزء فقط من تاريخ هذا البلد العظيم!!
..
..
هل تريدون جزءا ثانيا؟؟
أنا بانتظار آرائكم
محبكم، ميداستا
وداعا